جسر الحياة
نظام إنساني لوصل الأطفال بخريطة الرعاية
نظام إنساني لوصل الأطفال بخريطة الرعاية
ما الذي يقدّمه المشروع؟
في ريف دمشق، حيث يعاني العديد من الأطفال من أمراض دم مزمنة مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي، لا تكمن المأساة فقط في المرض، بل في الانقطاع المزمن للدواء، وفوضى الوصول إلى الخدمات، وغياب التنسيق بين الجهات الداعمة. “جسر الحياة – VitaBridge”، مشروع قيد التأسيس ضمن قسم العمل الميداني في “التكنوقراط السوريون” جاء ليقدّم نموذجاً ذكياً، مرناً، وإنسانياً لإعادة ربط هؤلاء الأطفال بخريطة من الخدمات التي لطالما كانت موجودة، ولكن دون جسور تربطها ببعضها.
بدل توزيع الدواء مباشرة، يمنح المشروع العائلات قسائم علاج شهرية تُصرف ضمن شبكة صيدليات محددة، ما يضمن الشفافية والاستمرارية. وبدل ترك العائلة تواجه وحدها تعقيدات الواقع الطبي والإغاثي، يتابع معها مدير حالة يعمل على تصميم خطة دعم شخصية لكل طفل، تشمل:
-
ما يحتاجه طبياً ونفسياً وتعليمياً
-
أين يمكن الحصول عليه
-
من يقدّم الدعم
-
والطريق الأمثل إليه
“جسر الحياة” لا يخلق موارد جديدة، بل ينظّم العلاقة بين العائلة، ومقدّمي الرعاية، والعيادات، والداعمين، ليترك خلفه شبكة دعم حيّة، قادرة على الاستمرار بعد انتهاء المشروع. سيبدأ هذا النموذج بمرافقة خمسين طفلًا من ريف دمشق، لكل واحد منهم خطة علاج ومرافقة فردية، وليكونوا نقطة انطلاق يمكن البناء عليها في التوسّع لاحقًا.
أين تكمن أهمية هذا المشروع؟
في بلد أنهكته العشوائية وتقطعت فيه سبل الوصول إلى الخدمات، لم يعد السؤال: “ما الموارد المتاحة؟” بل أصبح: “كيف نصل إليها؟ ومن سيرشدنا في هذا الطريق المليء بالعوائق؟”
مشروع “جسر الحياة” لا يرفع شعارات كبيرة ولا يقدم وعودًا فضفاضة. بل يعمل بخطوات عملية وواضحة على تنظيم الوصول إلى الخدمات الصحية، بطريقة تحفظ كرامة المستفيدين، وتؤسس لمسار يمكن تكراره وتطويره. من خلال جمع ما كان متناثرًا وتنظيم ما كان مبعثرًا، يقدم المشروع نموذجًا يفضي إلى:
-
تحسن في الامتثال العلاجي: أطفال يلتزمون بأدويتهم بانتظام، بفضل بساطة الوصول ووضوح الخطة العلاجية.
-
استقرار أسري ونفسي: عائلات تتنفس الصعداء وتتخلص من عبء القلق المزمن، مع وجود مسار دعم واضح ومرافق دائم.
-
تمكين مجتمعي وثقة متجددة: استعادة ثقة الناس بأن هناك نظمًا قادرة على تقديم حلول مستمرة وفعالة.
من خلال “جسر الحياة”، نعيد دمج العائلات الهشة في نسيج المجتمع، ليس كعبء يحتاج للمساعدة الطارئة، بل كشركاء قادرين على الاستقرار والمساهمة.